الأحد، 16 مايو 2010


كولومبوس


كريستوف كولومبوس (1451 - 1506م) رحالة إيطالي مشهور، ينسب إليه اكتشاف العالم الجديد (أمريكا). ولد في مدينة جنوة في إيطاليا ودرس في جامعة بافيا الرياضيات والعلوم الطبيعية وربما الفلك أيضاً. عبر المحيط الأطلسي ووصل الجزر الكاريبية في 12 أكتوبر 1492م لكن اكتشافه لأرض القارة الأمريكية الشمالية كان في رحلته الثانية عام 1498 م. بعض الآثار تدل على وجود اتصال بين القارة الأوروبية والأمريكية حتى قبل اكتشاف كولومبوس لتلك الأرض بوقت طويل. من شخصيته وحي اسم بلد : كولومبيا.


*فكرة الرحلة
تولدت في كولومبس فكرة هذه الرحلة الرغبة في تحقيقها لثلاثة أسباب:
الشهرة والثراء.
تعصبه لكاثوليكيته ولد عنده الرغبة في ايجاد طريق آخر غير الطرق التي تمر ببلاد المحمديين على حد تعبيره.
[2] في مدوناته البحرية.
بذله جهدا كبيراً في الدراسة البحرية العملية الحديثة في عصره. كما أقرّ علماء عصره أنّ العبور إلى شبه القارة
الهندية وقارة آسيا لا يقتصر فقط على الرحلات المتجهة شرقاً ولكن إمكانية الوصول ممكنة بالإتجاه غرباً وذلك لكروية الأرض. وإنطلاقاً من وجهة النظر هذه قرر المغامرة معتمداً على أحدث خرائط علماء عصره الإيطالي باولو توسكانيلي (1397-1492) وكذلك الألماني مارتين بيكهام (1459-1505). وكِلا العالمان متخصّصان بالرياضات والفلك.
ولكن الحقيقة أن كريستوف كولومب ليس هو الذي إكتشف أمريكا بل توقف في منطقة من جزر الأنتي وواصلها بحار مرافق له يدعا أمريغو وبهذا سميت القارة أمريكا.


*خطاب لملك البرتغال
رفض عرضه مجلس الشيوخ في جنوة، وكذلك الملك هنري السابع ملك إنجلترا فلجأ غلى إرسال رسالة إلى مستشار الملك البرتغالي خواو الثاني قائلاً: أنا أعرف أنّ وجود مثل هذا الطريق هو برهان حقيقي على كروية الأرض ولسهولة برهان هذه النظريه قررت افتتاح هذا الطريق البحري الجديد وسأرسل إلى جلالتك الخارطة من اكتشافي الخاص.سيكون موجود عليها ميناؤكم وجزركم موضحاً عليها وجهة الإبحار نحو الغرب والأماكن التي سأكتشفها أثناء الرحلة وأيضاً أبعد نقطه يمكن الوصول لها سواء من القطب أو من خط الإستواء والمسافات التي ستعبرونها للوصول إلى البلدان التي قد تحصدون منها الكنوز، لا تتفاجؤا إذا قلت أن بلاد الغرب بلاد الكنوز كما أنهم وكالعاده يسموننا الشرق حيث أن من أبحر باستمرار اتجاه الغرب قد وصل بلاد الشرق عبر المحيط إلى النصف الثاني من الكرة الأرضية. ولكن إذا أرسلتم مكتشفين عبر اليابسه إنطلاقاً من نصف الكره الأرضيه التي أنتم فيها فإننا نجد أنّ تلك البلاد التي تم الوصل إليها ما هي إلا الشرق... ولكن نصيبه لم يكن في
البرتغال أيضاً.


*اتفاقه مع ملكي إسبانيا
في
30 ابريل 1492 وقع الملوك الكاثوليك الإسبان، مع كريستفور اتفاقية، جاء فيها أنّ كولومبوس “كمكتشفٍ للجزر والقارات في البحر والمحيط “وإنطلاقاً مما سبق سيُمنح رتبة أمير البحار والمحيطات كقرار ملكي يسري في جميع أنحاء البلاد.و يُضاف إلى ذلك أنه سيُمنح 10% من الذهب والبضائع التي سيُحضرها معه بدون أية ضرائب.


*أول اكتشافاته
في
12 أكتوبر أُكتشِفت ما تسمى اليوم جزر البهاماس إلا أنه أطلق عليها اسم سان سيلفادور [3] والتي كانت أولى الخطوات٬ في 28 أكتوبر وصلوا كوبا، وقد تم الوصول إلى العديد من الجزر التي لم يخطر على بال أحدٍ وجودها في تلك الفترة.


*عودة السفينتين
في
16 ديسمبر 1492 عادت السفينتان بينتا ونينا إلى إسبانيا في رحلة عودة استغرقت ما يُقارب 3 أشهر حيث وصلتا الميناء الإسباني في 15 مارس 1493. وهي أول الرحلات البحريه التي استغرقت هذه المدة من الابحار المستمر في ذالك العصر.


*اعتقاد خاطئ
كان باعتقاد كولومبس أنه وصل إلى ما يُسمى
بالهند الغربية وقد كانت رحلاته موفقة حيث استطاع إحضار الذهب الكثير٬ وامتلاك العديد من الجزر التي سُميت بالهنديه. ملك وملكة إسبانيا كانا في غاية الفرح لما توصل إليه البحار المكتشف كولومبس.


*استمر في رحلة استكشافه
لم يتوقف كولمبوس عند هذا الحد من الاكتشافات فقد كان دوماً تواقاً لاكتشاف ما هو أبعد٬ وعاد ليُبحر ثانبة من موانئ اسبانيا بإسطولٍ مكون من 17 سفينه يرافقه 1500 بحار٬ وكانت سفنه مجهزة بتموين يكفيهم 6 أشهر. كسابقتها لم تبؤ هذه الرحلة بالفشل٬ فقد اكتشف جزراً جديدة ومن ضمنها ما يُعرف اليوم
بجزر الأنتيل ومن بعدها البحر الكاريبي من الجهة الجنوبية لكوبا. كل ذلك في سبيل بحثه عن الهند …
في
مايو 1494 م وصل جامايكا٬ والعديد غيرها من الجزر الواقعة شرق القارة الأمريكية. وبذلك قد وصل كولومبوس إلى أهم الاكتشافات وأهم الطرق البحرية الجديدة وتم وضع خرائط ورسومات جديدة كل هذا ولم يخطر على باله يوما أنه لم يصل الهند.


*وفاته
في
20 مايو 1506 م في اسبانيا تدهورت صحته وبدأ يصارع الموت بعد أن تعارك طوال حياته مع أمواج البحر والمحيط. وقد تم دفنه دون القيام بمراسم الجنائزية التي عهدها علماء ومكتشفي ذلك الزمان.
توفى كريستوفر كولومبس في
فايادوليذ في 1506 في البيت الذي هو الآن متحف مكرس له.اعلن في 2006 عن نتائج بحث قام به فريق من جامعة غرناطة حول عظام الشخص المدفون في كاتدرائية سيفييا، أثبت فيه انها تعود إلى كريستوفر كولومبوس (1451 ـ 1506)[4]. لكن رغم أن كريستوفر كولومبوس هو أول من اكتشف أمريكاالعالم الجديد إلا أنها سميت على شخص آخر هو أمريجو فيسبوتشي الذي أكد أن كريستوفر كولومبوس لم يصل إلأى الهند لكنه وصل إلى العالم الجديد في عام 1507 قام الجغرافى الألمانى مارتن فالدسميلر برسم خريطة العالم الجديد كما رآه ووصفه أمريجو فيسبوتشي واقترح أن يطلق على هذا العالم اسم مكتشفه ووجد هذا الاقتراح قبولاً، وسمى هذا العالم الجديد امريكا نسبة إلى أمريجو فيسبوتشي.

السبت، 15 مايو 2010


ابن خلدون


ابن خلدون توفى ابن خلدون في مصر عام 1406 وتم دفنه بمقابر الصوفية عند باب النصر بشمال القاهرة، وذلك بعد أن ترك لنا علمه وكتبه القيمة التي ما زالت مرجع للعديد من العلماء الآن.الحضرمي)(غرة رمضان 732هـ/27 مايو 1332 - 19 مارس 1406م/26 رمضان808هـ) مؤسس علم الاجتماع ومؤرخ مسلم من إفريقية في عهد الحفصيين وهي تونس حالياً ترك تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم. ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ) بالدار الكائنة بنهج تربة الباي رقم 34. أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته، وكان أبوه هو معلمه الأول, شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزح أهله من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين.

*حياته
قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل بالتدريس في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامعة القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة، مصر والمدرسة الظاهرية وغيرهم [ ابن خلدون، موقع كول بيدجس]وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيهاً متميزاً خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة وكان في طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى "سيد القبّة". توفي في القاهرة سنة 1406 م (808هـ). ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك.

يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.
عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون، وتشغل من هذا الكتاب ثلثه، وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر.


اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هجرية (1323 م) وتفرغ لأربعة سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية معتزلاً الناس في سنوات عمره الأخيرة، ليكتب سفره الخالد أو ما عرف بمقدمة ابن خلدون ومؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في قصص التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير.

*أقوال العلماء عنه
ابتكر ابن خلدون وصاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل اليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم. أرنولد توينبي
إن مؤلف ابن خلدون هو أحد أهم المؤلفات التي انجزها الفكر الإنساني. جورج مارسيز
ان مؤلف ابن خلدون يمثل ظهور التاريخ كعلم، وهو أروع عنصر فيما يمكن أن يسمى بالمعجزة العربية. ايف لاكوست
انك تنبئنا بأن ابن خلدون في القرن الرابع عشر كان أول من اكتشف دور العوامل الاقتصادية وعلاقات الإنتاج. ان هذا النبأ قد أحدث وقعا مثيرا وقد اهتم به صديق الطرفين (المقصود به لينين) اهتماما خاصا. من رسالة بعث بها مكسيم غوركي إلى المفكر الروسي انوتشين بتاريخ 21/ايلول سبتمبر 1912.
تُرى أليس في الشرق آخرون من أمثال هذا الفيلسوف. لينين
ففيما يتعلق بدراسة هيكل المجتمعات وتطورها فإن أكثر الوجوه يمثل تقدما يتمثل في شخص ابن خلدون العالم والفنان ورجل الحرب والفقيه والفيلسوف الذي يضارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالمية منذ القرن الرابع عشر. روجية غارودي
هذا غيض من فيض مما قاله بعض أقطاب الفكر الغربيين ناهيك عن المفكرين العرب والمسلمين وفيما يلي سنحاول حصر بعض المواضيع التي تناولها ابن خلدون بالبحث دون أن ندعي أننا سنوفيها حقها وكيف نستطيع ذلك وفي كل يوم نكتشف الجديد حول هذا العالِم.
نظرياته وانجازته

*علم التاريخ
لقد تجمعت في شخصية ابن خلدون العناصر الأساسية النظرية والعملية التي تجعل منه مؤرخاً حقيقياً - رغم أنه لم يول في بداية حياته الثقافية عناية خاصة بمادة التاريخ - ذلك أنه لم يراقب الأحداث والوقائع عن بعد كبقية المؤرخين، بل ساهم إلى حد بعيد ومن موقع المسؤولية في صنع تلك الأحداث والوقائع خلال مدة طويلة من حياته العملية تجاوزت 50 عاما، وضمن بوتقة جغرافية امتدت من الاندلس وحتى بلاد الشام. فقد استطاع، ولأول مرة، (اذا استثنينا بعض المحاولات البسيطة هنا وهناك) أن يوضح أن الوقائع التاريخية لا تحدث بمحض الصدفة أو بسبب قوى خارجية مجهولة، بل هي نتيجة عوامل كامنة داخل المجتمعات الإنسانية، لذلك انطلق في دراسته للأحداث التاريخية من الحركة الباطنية الجوهرية للتاريخ. فعلم التاريخ، وان كان (لايزيد في ظاهره عن أخبار الايام والدول) انما هو (في باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، لذلك فهو أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يعد في علومها وخليق(المقدمة). فهو بذلك قد اتبع منهجا في دراسة التاريخ يجعل كل أحداثه ملازمة للعمران البشري وتسير وفق قانون ثابت.

*علم الاجتماع
أصبح من المسلم به تقريبا في مشارق الأرض ومغاربها، أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع أو علم العمران البشري كما يسميه. وقد تفطن هو نفسه لهذه الحقيقة عندما قال في مقدمته التي خصصها في الواقع لهذا العلم الجديد: ... وهذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا...، وهو علم مستقل بنفسه موضوعه العمران البشري والاجتماع الإنساني، كما أنه علم يهدف إلى بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث وأدى اليه الغوص... وكأنه علم مستبط النشأة، ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة.


ويبدو واضحا ان اكتشاف ابن خلدون لهذا العلم قاده اليه منهجه التاريخي العلمي الذي ينطلق من أن الظواهر الاجتماعية تخضع لقوانين ثابتة وأنها ترتبط ببعضها ارتباط العلة بالمعلول، فكل ظاهرة لها سبب وهي في ذات الوقت سبب لللظاهرة التي تليها. لذلك كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية أو ديمغرافية،اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية. فهو يقول في ذلك :فهو خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم وما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال مثل التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن الكسب والعلوم والصنائع وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال. المقدمة،وهنا يلامس أيضا نظرية النشوء والارتقاء لدى داروين وان لم يغص فيها. ثم أخذ في تفصيل كل تلك الظواهر مبينا أسبابها وتنائجها، مبتدئا بأن بإيضاح أن الإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عن أبناء جنسه حيث: ان الاجتماع الإنساني ضروري فالإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية... وهو معنى العمران.
العصبية والسلطة في مرحلة العمران البدوي

بعد أن تعرض ابن خلدون لمفهوم العصبية وأسبا وجودها أو فقدانها، انتقل إلى موضوع حساس وهام، مبينا دور العصبية فيه، ألا وهو موضوع ((الرئاسة)) الذي سيتطور في ((العمران الحضري)) إلى مفهوم الدولة. فأثناء مرحلة ((العمران البدوي)) يوجد صراع بين مختلف العصبيات على الرئاسة ضمن القبيلة الواحدة، أي ضمن العصبية العامة حيث: ((..ان كل حي أو بطن من القبائل، وان كانوا عصابة واحدة لنسبهم العام، ففيهم أيضا عصبيات أخرى لأنساب خاصة هي أشد التحاما من النسب العام لهم مثل عشير واحد أو أهل بيت واحد أو أخوة بني أب واحد، لا مثل بني العم الأقربين أو الأبعدين، فهؤلاء أقعد بنسبهم المخصوص، ويشاركون من سواهم من العصائب في النسب العام، والنعرة تقع من أهل نسبهم المخصوص ومن أهل النسب العام، ألا أنها في النسب الخاص أشد لقرب اللحمة)). ومن هنا ينجم التنافس بين مختلف العصبيات الخاصة على الرئاسة، تفوز فيه بطبيعة الحال العصبة الخاصة الأقوى التي تحافظ على الرئاسة إلى أن تغلبها عصبة خاصة أخرى وهكذا.((...ولما كانت الرئاسة انما تكون بالغلب، وجب أن تكون عصبة ذلك النصاب (أي أهل العصبية الخاصة) أقوى من سائر العصبيات ليقع الغلب بها وتتم الرئاسة لأهلها... فهذا هو سر اشتراط الغلب في العصبة، ومنه تعين استمرار الرئاسة في النصاب المخصوص)).

يحدد ابن خلدون مدة وراثة الرئاسة ضمن العصبية القوية بأربعة أجيال على العموم، أي بحوالي 120 سنة في تقديره.((ذلك بأن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال التي هي سبب كونه وبقائه، وبعده ابن مباشر لأبيه قد سمع منه ذلك وأخذ عنه، ألا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشئ عن المعاين له ثم إذى جاء الثالث كان حظه في الاقتفاء والتقليد خاصة فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد ثم إذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة وأضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها وتوهم أن أمر ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولاتكلف، وإنما هو أمر واجب لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم وليس بعصبية... واعتبار الأربعة من الأجيال الأربعة بان ومباشر ومقلد وهادم)).وبذلك ينهي ابن خلدون نظريته المتعلقة باسلطة أثناء مرحلة ((العمران البدوي)) ويخلص إلى نتيجة أن السلطة في تلم المرحلة مبنية أساسا على العصبية بحيث لا يمكن أن تكون لها قائمة بدونها.

*العصبية والسلطة في العمران الحضري
انطلاقا من نظريته السابقة المتعلقة بدور العصبية في الوصول إلى الرئاسة في المجتمع البدوي، واصل ابن خلدون تحليله على نفس النسق فيما يتعلق بالسلطة في المجتمع الحضري مبينا أن العصبية الخاصة بعد استيلائها على الرئاسة تطمح إلى ما هو أكثر، أي إلى فرض سيادتها على قبائل أخرى بالقوة، وعن طريق الحروب والتغلب للوصول إلى مرحلة الملك ((... وهذا التغلب هو الملك، وهو أمر زائد على الرئاسة... فهو التغلب والحكم بالقهر، وصاحبالعصبية إذا بلغ رتبة طلب ما فوقها)). معتمدا في تحقيق ذلك أساسا وبالدرجة الأولى على العصبية حيث إن ((الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك)). فهذه اذن المرحلة الأولى في تأسيس الملك أو الدولة، وهي مرحلة لا تتم إلا من خلال العصبية.


*علم الاقتصاد
ان النتيجة التي توصل إليها ابن خلدون في الفصل الثاني من مقدمته عند بحثه للعمران البدوي وهي:((ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلهم من المعاش)) قادته بالضرورة إلى دراسة عدة مقولات اقتصادية تعتبر حجر الزاوية في علم الاقتصاد الحديث، مثل دراسة الأساليب الإنتاجية التي تعاقبت على المجتمعات البشرية، وانتقال هذه الأخيرة من البداوة إلى الحضارة، أي من الزراعة إلى الصناعة والتجارة:((...وأما الفلاحة والصناعة والتجارة فهي وجوه طبيعية للمعاش.أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات..وأما الصناعة فهي ثانيها ومتأخرة عنها لأنها مركبة وعلمية تصرف فيها الأفكارو الأنظار، ولهذا لا توجد غالبا إلا في أهل الحضر الذي هو متأخر عن البدو وثان عنه)).(المقدمة)

معمق عند تعرضه لصاحب الجاه:((وجميع ما شأنه ان تبذل فيه الاعواض من العمل يستعمل فيه الناس من غير عوض فتتوفر قيم تلك الاعمال عليه، فهو بين قيم للأعمال يكتسبها، وقيم أخرى تدعوه الضرورة إلى إخراجها، فتتوفر عليها، والأعمال لصاحب الجاه كبيرة، فتفيد الغني لأقرب وقت، ويزداد مع مرور الأيام يسارا وثروة)).(المقدمة) من كل ما تقدم نستطيع المجازفة والقول إن أعمال ابن خلدون وبالذات ((المقدمة)) تعتبر أول موسوعة في العلوم الإنسانية، بل هي باكورة العمل الموسوعي العام قبل ظهور عصر الموسوعات بحوالي خمسة قرون

*فلسفة ابن خلدون
امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى على أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة من موطنه الأصيل تونس وبقية بلاد شمال أفريقيا إلى بلدان أخرى مثل مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.
بسبب فكر ابن خلدون الدبلوماسي الحكيم، أُرسل أكثر من مرة لحل نزاعات دولية، فقد عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً إلى أمير قشتالة لعقد الصلح. وبعد ذلك بأعوام، استعان أهل دمشق به لطلب الأمان من الحاكم المغولي تيمور لنك، والتقوا بالفعل.

*الغرب وابن خلدون
كثير من الكتاب الغربيين وصفوا تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ، وهو له تقدير كبير عندهم. ربما تكون ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته وتجاربه ودعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.
كان شمال أفريقيا أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين تحكمه ثلاث أسر : المغرب كان تحت سيطرة المرينيين (1196 - 1464)، غرب الجزائر كان تحت سيطرة آل عبد الودود (1236 - 1556تونس وشرق الجزائر وبرقة تحت سيطرة الحفصيين (1228 - 1574). التصارع بين هذه الدول الثلاثة كان على أشده للسيطرة ما أمكن من المغرب الكبير ولكن تميزت فترة الحفصيين بإشعاع ثقافي باهر.وكان المشرق العربي في أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار والتدهور. يبي

*وفاته
توفي في مصر عام 1406 م، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة. وقبره غير معروف. والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة.
له قصيدة في الحنين لموطنه تونس
ويبقى ابن خلدون اليوم شاهدا على عظمة الفكر الإسلامي المتميز بالدقة والجدية العلمية والقدرة على التجديد لاثراء الفكر الإنساني.

*كتبه ومؤلفاته
تاريخ ابن خلدون, واسمه: كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر. المكتبة الوقفية للكتب المصورة
شفاء السائل لتهذيب المسائل، نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.
مقدمة ابن خلدون
التعريف بابن خلدون ورحلاته شرقا وغربا (مذكراته).
الإمام البخاري
*نسبه ونشأته
هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي مولاهم أبو عبد الله البخاري الأوزبكي وأصلة من الأوزبك من مدينة بخارى في أوزبكستان، وهم يفتخرون به، وهذا ما أكده العلامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد في كتابه أصول التاريخ، والذي يؤكد أن العرب تعودوا أن يطلقوا كلمة فارسي على كل من سكن شرق العراق والعلامة الدكتور فاروق عمر فوزي والباحث جمال الدين فالح الكيلاني والدكتور حسين علي محفوظ والدكتور عبد الهادي التازي وغيرهم كثير وهو الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه والمقتدى به في أوانه والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه وكتابه صحيح البخاري أجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه.
ولد الإمام البخاري في ليلة
الجمعة الثالث عشر من شوال سنة أربع وتسعين ومائة 194 هـ

ومات أبوه وهو صغير، فنشأ في حجر أمه، فتوجّه إلى حفظ
الحديث وهو في المكتب، وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشرة سنة حتى قيل إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديثاً سندًا ومتنًا، وقد كان أصيب بصره وهو صغير، فرأت أمه إبراهيم الخليل فقال: يا هذه، قد رد الله على ولدك بصره بكثرة دعائك أو قال بكائك فأصبح وهو بصير.

*شيوخه وتلاميذه
روى عنه خلائق وأمم وقد روى الخطيب البغدادي عن الفربري أنه قال سمع الصحيح من البخاري معي نحو من سبعين ألفا لم يبق منهم أحد غيري.
وقد روى البخاري من طريق الفربري كما هي رواية الناس اليوم
من طريقه وحماد بن شاكر
ومحمد بن بن المثنى بن دينار
وإبراهيم بن معقل
وطاهر بن مخلد
وآخر من حدث عنه أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البردى النسفي وقد توفي النسفي في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ووثقه الأمير أبو نصر بن ماكولا وممن روى عن البخاري مسلم في غير الصحيح
وكان الأمام
مسلم بن الحجاج يتلمذ له ويعظمه
وروى عنه
الترمذي في جامعه
والنسائي في سننه في قول بعضهم
وقد دخل بغداد ثمان مرات وفي كل منها يجتمع بالإمام
أحمد بن حنبل فيحثه الإمام أحمد بن حنبل على المقام ببغداد ويلومه على الإقامة بخراسان.

*ملامح شخصيته
تمتع الإمام البخاري بصفات عذبة وشمائل كريمة، لا تتوافر إلا في العلماء المخلصين، وهذه الصفات هي التي صنعت الإمام البخاري:
الإقبال على العلم: قام البخاري بأداء فريضة الحج وعمره ثماني عشرة سنة فأقام
بمكة يطلب بها الحديث ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنته الرحلة إليها وكتب عن أكثر من ألف شيخ.
الجد في تحصيل العلم: وقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطرة ثم يطفئ سراجه ثم يقوم مرة أخرى وأخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة.


*قوة حفظه وذاكرته
وهب الله الإمام البخاري منذ طفولته قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف.
يقول البخاري ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب وكان سنه عشر سنين، ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع.
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معنا ولا تكتب فما تصنع فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما إنكما قد أكثرتما على وألححتما فاعرضا على ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه ثم قال أترون أني اختلف هدرا وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
وقال ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد ابن خميرويه سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.
قال وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة.

*طلبه للحديث
كان الإمام البخاري يقول قبل موته: كتبت عن ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
رحلته في طلب العلم ونبدأها من مسقط رأسه بخارى فقد سمع بها من الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار شيوخه ثم رحل إلى بلخ وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم وهو من كبار شيوخه وسمع بمرو من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل. وسمع بنيسابور من
يحيى بن يحيى وجماعة من العلماء وبالري من إبراهيم بن موسى.
ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبد الرحمن المقرئ وخلاد بن يحي
وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي والحميدي.
وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي وأيوب بن سليمان بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس.
وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك فذهب إلى مصر ثم ذهب إلى الشام وسمع من أبي اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وآخرين.


*من كلمات البخاري
"لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة"
"ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثا صحيحا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي"
ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه""
مصنفاته

تهيأت أسباب كثيرة لأن يكثر البخاري من التأليف؛ فقد منحه الله ذكاءً حادًّا، وذاكرة قوية، وصبرًا على العلم ومثابرة في تحصيله، ومعرفة واسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من عدل وتجريح، وخبرة تامة بالأسانيد؛ صحيحها وفاسدها. أضف إلى ذلك أنه بدأ التأليف مبكرًا؛ فيذكر البخاري أنه بدأ التأليف وهو لا يزال يافع السن في الثامنة عشرة من عمره، وقد صنَّف البخاري ما يزيد عن عشرين مصنفًا، منها
الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه، المعروف بـ الجامع الصحيح أو
صحيح البخاري - حمل من المكتبة الوقفية
الأدب المفرد: وطُبع في الهند والأستانة والقاهرة طبعات متعددة
- حمل من المكتبة الوقفية
التاريخ الكبير: وهو كتاب كبير في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، وقد طبع في الهند سنة (1362هـ = 1943م).
التاريخ الصغير: وهو تاريخ مختصر للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة إلى سنة (256هـ = 870م)، وطبع الكتاب لأول مرة بالهند سنة (1325هـ = 1907م)
خلق أفعال العباد: وطبع بالهند سنة 1306هـ = 1888م
حمل من المكتبة الوقفية
رفع اليدين في الصلاة: وطبع في الهند لأول مرة سنة (1256هـ = 1840م) مع ترجمة له بالأوردية
- حمل من المكتبة الوقفية
الكُنى: وطبع بالهند سنة (1360هـ = 1941م
الضعفاء الصغير
- حمل من المكتبة الوقفية
وله كتب مخطوطة لم تُطبع بعد، مثل: التاريخ الأوسط، قلت هو مطبوع في حلب باسم التاريخ الصغير والتفسير الكبير


(صحيح البخاري)
هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي قاطبة. بذل فيه صاحبه جهدًا خارقًا، وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عامًا، هي مدة رحلته الشاقة في طلب الحديث. ويذكر البخاري السبب الذي جعله ينهض إلى هذا العمل، فيقول: كنت عند إسحاق ابن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع "الجامع الصحيح"
عدد أحاديث الكتاب 7275 حديثًا، اختارها من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه؛ لأنه كان مدقِّقًا في قبول الرواية، واشترط شروطًا خاصة في رواية راوي الحديث، وهي أن يكون معاصرًا لمن يروي عنه.


*ثناء العلماء عليه
قال أبو العباس الدعولي كتب أهل بغداد إلى البخاري... المسلمون بخير ما حييت لهم... وليس بعدك خير حين تفتقد... وقال الفلاس كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث
قال أبو نعيم أحمد بن حماد هو فقيه هذه الأمة وكذا قال يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومنهم من فضله في الفقه والحديث على الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وقال قتيبة بن سعيد رحل إلي من شرق الأرض وغربها خلق فما رحل إلى مثل محمد بن إسماعيل البخاري.


*وفاته
فكانت وفاته ليلة عيد الفطر وكان ليلة السبت عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر من هذه السنة أعنى سنة ست وخمسين ومائتين وكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة وفق ما أوصى به وكان عمره يوم مات ثنتين وستين سنة وقد ترك بعده علما نافعا لجميع المسلمين فعلمه لم ينقطع بل هو موصول بما أسداه من الصالحات في الحياة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به) الحديث رواه مسلم وشرطه في صحيحه هذا أعز من شرط كل كتاب صنف في الصحيح لا يوازيه فيه غيره لا صحيح مسلم ولا غيره.
ملحوظة : المواضيع منقولة أعلاه.
























اليوم سنعرض بعض الصور لبعض الرسامين الذين جعلوا البيئة العربية والإسلامية مصر إلهامهم , قد لا نعرف أسمائهم لكن المهم أعمالهم وما توحي به , (نرى في أحدها اليهود عند حائط البراق).







الامبراطورية الرومانية


الامبراطورية الرومانية في أوج اتساعهاالإمبراطورية الرومانية هو مصطلح أطلق على المرحلة التي تلت الجمهورية الرومانية التي حكمت روما، فهي تطور للحكم السياسي لروما، وقد تميزت مرحلة الحكم الإمبراطوري لروما في تلك الفترة بـالحكم الاستبدادي، وقد خلف الحكم الإمبراطوري 500 عام من الحكم الجمهوري لروما (510 ق. م - القرن الأول قبل الميلاد) الذي كان قد ضعف بسبب النزاع بين جايوس ماريوس وسولا والحرب الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي، وليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن اعتبار بداية الإمبراطورية الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً لروما سنة 44 ق م, في المرحلة التي انتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة أكتيوم (32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات التعظيم لأوكتافيين ولقبه بـ (أغسطس العظيم) في (16 يونيو 27 ق. م).

* نبذة عن الرومان
الرومان هم شعب أتى من شمال شبه الجزيرة العربية ثم رحلو إلى الجزر الإيطالية ابتداء من القرن الثاني عشر قبل الميلادي, وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية, وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية, ثم اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباﹰ, إلى بلاد ما بين النهرين وساحل بحر قزوين شرقاً, ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب, والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة (Universal State) ذات الطابع الاستعماري واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي الذي فيه تمكنت القبائل الجرمانية من السيطرة على مقاطعات الدولة الرومانية عام 476 م.

* تأسيس مدينة روما التاريخية
ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما, وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور, وتؤكد الاكتشافات الأثرية والمستندات التاريخية وقائع تأسيس القرية الصغيرة على يد الزعيم اللاتيني رومولوس Romulus سنه 753ق م, وكان بالاشتراك بينه وبين أخوه ريموس, وقد أطلق عليها اسم روما نسبة إلى مؤسسها رومولوس ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك على روما والمناطق المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك, وتشير الروايات إلى أن رومولوس ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي العسكرية وقد وضع إستراتيجية تتلخص في الآتي:

- السيطرة على الأراضي المحيطة بروما.
- أرسى القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
- التوسع والسيطرة على الأقاليم القريبة والمجاورة.
رومولوس
* قيام الإمبرطورية الرومانية
أسقطت ثورة الشعب الروماني الملك الطاغية تارلينيوس, واعتبر الرومان عام 509 ق.م مفترقاً أساسياً في حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأطلقوا عليه اسم عام المجد, وكان ذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي لا تزال غامضة حتى وقتنا الحاضر، وتوصل الشعب الروماني إلى تنظيم جديد للسلطة في روما، وابتداءً من ذلك التاريخ بدأت العملية الفعلية لبناء الإمبرطورية الرومانية، فعملوا على التوسع الجغرافي حيث وضعوا نصب أعينهم هدفاً أساسيا ينحصر في التوسع الجغرافي باستخدام القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ورؤوا بأن هذه الطريقة هي الأفضل لتحقيق طموحات هذه الدولة الفتية، فبدؤوا بحروب شبيهة بالغزوات القبلية المحدودة تستهدف إخضاع العشائر والعائلات المحيطة بروما وكان ذلك خلال مراحل قيام الجمهورية الأولى التي قامت بتأسيس الإمبراطورية الرومانية، ثم بدأت مرحلة قيام الجمهورية الثانية التي شهدت تحول الدولة الصاعدة من قوة لاتينية داخل شبه الجزيرة الإيطالية إلى قوة عسكرية عالمية تتأثر بمايجري وتؤثر على في مركز العالم القديم (حوض البحر الأبيض المتوسط) وفي هذه المرحلة انتهت حروب روما داخل شبه الجزيرة الإيطالية، وبدأت حروب الرومان مع الفينيقيين (القرطاجيين) التي كانت مدينة قرطاجة الكائنة في شمال أفريقيا عاصمة لهم، وقد سميت هذه الحروب بالحروب البونيقية.
* الصراع الروماني الفينيقي (الحروب البونيقية)
مدينة قرطاجنةبدأ الصراع الروماني - القرطاجي كصراع تجاري ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول احتكاك بين الطرفين عندما احتل الرومان جزيرة صقلية عام 264 ق.م, واعتبر القرطاجيون هذا الغزو مساساً مباشراً بمصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهذه الواقعة كانت البداية الأولى للحرب بين الرومان والقرطاجيين التي استمرت إلى عام 241 ق.م.

وفي الحروب البونية خاض الطرفان سلسلة من المعارك البرية والبحرية, حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج حاسمة ولكن كان غالبية حسم المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية, أما المعارك البحرية فكانت غالباً نتائجها للقرطاجيين حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف الرومان الذين كانت قواتهم برية.

وقد ألحقت القوات الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليبا في إسبانيا, وفي هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني فيليب الخامس عن التحالف مع هانيبال, فسعى الرومان إلى مصالحته.

وقد قاد القائد الروماني مختاريوس سيبيو جيشاً قوامه 25 ألف رجل من المشاة المدعمين بالخيالة, وقطع به البحر الأبيض المتوسط متجهاً إلى قرطاجة، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال(زعيم القرطاجيين) من إسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية، والتقى الجيشان في معركة زاما, التي هزم فيها القرطاجيون, بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :

- يدفع القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
- تخفيض سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
هانيبال- عدم شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.

كان من نتائج الانتصار الروماني السيطرة الرومانية على الساحل الإسباني الشرقي والجنوبي وتم تقسيم إسبانيا إلى مقاطعتين تحت اسم إسبانيا القريبة وإسبانيا البعيدة.

* عصر التوسع الروماني
إثر الانتهاء من درء الخطر القرطاجي اتجهت أنظار الرومان شرقاً وأصبحوا يفكرون في الاستيلاء على مملكة مقدونيا وبالفعل أعلنوا عليها الحرب وكان لهم أهداف تتمثل في :

- الحد أو القضاء على النفوذ المقدوني في الشرق.
- السيطرة على الجزر الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً لأهميتها البالغة على صعيد الملاحة والتجارة.
- الوصول إلى أراضي المملكة السلوقية التي كانت تسيطر على أجزاء من آسيا الصغرى وشمال سوريا.
شن الرومان سلسلة من المعارك التي انتهت باحتلال كامل للأراضي المقدونية في الشرق وتم السيطرة على بلاد الإغريق اليونان، وبنهاية هذه الحروب أتسعت حدود الجمهورية الرومانية من إسبانيا غرباً, إلى السواحل الغربية لآسيا الصغرى شرقاً، بالإضافة إلى الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا، وقسمت هذه الأراضي الشاسعة إلى سبع مقاطعات مرتبطة بالحكومة المركزية في روما.

أوكتافيانوبعد هذه الإنتصارات أصبحت الدولة الرومانية دولة عظمى يصعب قهرها وتتحكم بمقدرات العالم القديم الغربي والشرقي، وفي هذه المرحلة بدأ التاريخ الروماني يضج بأسماء القادة والزعماء المنتصرين, وبعد فترة الراحة التي تلت الحرب كانت مقدمة لمرحلة جديدة من الفتوحات الرومانية الواسعة، وبدأت عملية التوسع بالتوجه نحو فرض النظام الإمبراطوري, فدخلت الدولة الرومانية المرحلة الجديدة والحاسمة من تاريخها، وهي المرحلة الإمبراطورية، بعد أن أصبح القائد أوكتافيان أول إمبراطور على روما واستمر حكمه حوالي 40 عاماً, وتم خلالها بسط السيطرة على مصر بعد هزيمة كليوباترا في موقعة أكتيوم البحرية، وحاول غزو جرمانيا الداخلية فانهزم في موقعة تيوتبيرج, وأبيدت الكتائب الرومانية بالكامل وكان عددها خمسة وعشرين ألف مقاتل ورجع القائد فاروس إلى روما مهزوما.

*نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها
بدأ العد العكسي في حياة الدولة الرومانية اعتباراً من عام 235 م, فقد شهد ذلك العام ازدياداً خطيراً في الاضطرابات السياسية والاجتماعية, وتصاعدت فيه الهجمات الخارجية وخصوصاً من القبائل الجرمانية, وعودة نفوذ الإمبراطورية الفارسية في الشرق التي انتزعت أرمينيا من يد الرومان, وسيطرت على أراضي ما بين النهرين, وزحف الجيش الفارسي واجتاح إنطاكية وسوريا ولم يستطع الرومان صدّه حتى جاء الإمبراطور ديوكلتيانوس DIOCLETIAN, الذي يعتبر مؤ سس الإمبراطورية الثالثة, وتمكن من إعادة الحكم بحيث يسند إلى أربعة أشخاص يتقاسمون السلطة, وهو النظام الذي عرف باسم الحكم الرباعي, وقد استمر العمل بهذا النظام حتى عام 305 م ثم تبع ذلك صراع على السلطة استمر طيلة الفترة من 306 إلى 313 م إلى أن جاء إلى العرش الإمبراطور قسطنطين الذي اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية.
ديوكلتيانوس
*تقسيم الامبراطوريه الرومانية
خلال القرنين الثاني والثالث، حدثت ثلاث أزمات معاﹰ وهددت بانهيار الامبراطورية الرومانية, وهي : الغزوات الخارجية والحروب الأهلية الداخلية وضعف الاقتصاد, وفي غضون ذلك أصبحت مدينة روما أقل أهمية بوصفها المركز الإداري للامبراطوريهة الرومانية.

تقسيم الامبراطورية بدأ في أواخر القرن الثالث من قبل ديوكلتيانوس في 286، كانت تهدف إلى السيطرة بكفاءه على الإمبراطورية الرومانية الغربية (Western Roman Empire)، أما النصف الآخر من الامبراطوريه الرومانيه فأصبح يعرف باسم الامبراطورية الرومانية الشرقية، واليوم تعرف على نطاق واسع باعتبارها الامبراطورية البيزنطية.

قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضا اسم "العظيم") الامبراطورية الرومانية لولديه, آركاديوس إلى الامبراطورية الرومانية الشرقية مع عاصمة بلاده في القسطنطينية, و هونوريوس في الامبراطورية الغربية مع عاصمة بلاده في روما.
ثيودوسيوس





أحمد بن ماجد


هو شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمرو الاسدي التميمي اسمه "أسد البحر"، ابن ملاح عماني من جلفار (رأس الخيمة حالياﹰ) الأصل شهير ينتسب إلى عائلة من الملاحين كان أبوه وجده ملاحين مشهورين، ويقول عن جده: عليه الرحمة كان نادرة في ذلك البـحر المحيط الهندي, واستفاد منه والدي، وأسهما في معرفة القياسات، وأسماء الأماكن، وصفات البحر والبحار.

ابن ماجد من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج اليرير والمحيط الهندي وبحر الصين, ابن ماجد ولد في جلفار في رأس الخيمة والتي كانت تصنف ضمن سواحل عمان في ذلك الوقت, أما في الوقت الحالي فهي إحدى مدن دولة الإمارات العربية المتحدة, ولد عام 836هـ وتوفى عام 936 هـ أي أنه عاش مائه عام، ومما لا شك فيه أن الملاح أحمد بن ماجد ملاح عماني وليس بإماراتي.

ويمكن الاستفادة من هذا العالم العماني القدير الذي عرف البحر وخبر الملاحة فية من كتاب (ابن ماجد والبرتغال) للدكتور عبد الهادي التازي والذي يبرئ هذا العالم مما ألصق به من تهم بأنه مرشد فاسكودا جاما عند اكتشافه لرأس الرجاء الصالح, ويرون أنه بذلك ساعد على خنق الدولة الإسلامية آنذك, لكن البعض الآخر يشكك في هذا الإدعاء مستندا لبعض النقاط, منها عدم ورود أي ذكر لابن ماجد في كتابات المؤرخين البرتغاليين المعاصرين لهذه الفترة, وسيتم ذكر بعض النقاط الأخرى لاحقا.

أما المستشرقون الغربيين من أمثال جابريل فران وتيودور، ومسكي وكراتشومسكي وكتب المستشرق البرتغالي كتانهيدا يصف إرشاد ابن ماجد لفاسكودا جاما إلى مالندي على الساحل الشرقي من أفريقيا شمال مدغشقر 1498م, وصعد إلى سفينته العماني أحمد بن ماجد وأبحر معه ليدله على طريق الهند، ولقد ذكر ابن ماجد في كتاب المحيط للأميرال التركي سيدي على بن سيف، حين ذكر رحلته إلى المحيط الهندي وقد التقى مع هذا البحار المتمرس وعالم البحار العماني القدير الذي عرف البحر وخبر الملاحة فيه.

يعد كتاب ابن ماجد (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) أهم ما يذكر في علم الملاحة البحرية وارتباطه بعلم البحار ففيه يوضح ابن ماجد، تاريخ علم البحر والملاحة البحرية حتى القرن الخامس عشر الميلادي, ويلقي الضوء على مدى تأثر البرتغال بعلوم المسلمين, وبالتقاليد الملاحة البحرية بشكل عام وفي المحيط الهندي بشكل خاص, وفي الكتاب يتحدث عن العلوم والثقافات التي يجب أن يلم بها ربان السفينة, فيقول أن لركوب البحر أسبابا كثيرة أهمها معرفة المنازل والمسافات والقياس والإشارات.


- بعض من أقوال ابن ماجد :
يقول أحمد بن ماجد في كتاب الفوائد : " إن لركوب البحر أسباباً (1) كثيرة فأهمها وأولها معرفة المنازل والأخنان (2) والدير (3) والمسافات والباشيات (4) والقياس والإشارات (5) وحلول الشمس والقمر والرياح ومواسمها ، وكذلك مواسم البحر (6) والآلات السفينية وما يحتاج إليها وما ينفعها وما يضطر إليها في ركوبها ، وينبغي أن تعرف ( أيها الربان ) المطالع (7) و الإستوائيات (8) وجلسة القياس في كل طريقة (9) و( على الربان ) أن يكمل جمع الآلة في السفينة ، وتتفقد الحمولة في أحضان ( تجويف ) السفينة ورجالها ، ولا يشحنها غير العادة (10) ولا يطلع في مركب لا يطاع فيه ، ولا مركب بغير اعتداد، ولا في موسم ضيق (11) "
(1) وسائل ميسرة للإبحار. (2) الأخنان : الاتجاهات. (3) الدير : الأراضي شطآن البلاد. (4) الباشيات : القياسات الرأسية عند البحارة. (5) الإشارات : خاص بما يتلقاه صاحب السكان من الربان. (6) مواسم البحر : أوقات العواصف . (7) المطالع : مسارب النجاة و أمكنة و أوقات طلوع الأفلاك. (8) الإستوائيات : الاعتدالات الفلكية. (9) طريقة رفعه من البحر. (10) يشحنها غير العادة : أكثر مما تستطيع حمله ، ومن الصنف التي خصصت لنقله. (11) في موسم ضيق : في وقت محصور قبل هبوب العاصفة المحتوم.
أعماله

1)صنع و ابتكر و طور مع اصدقائه عدة أدوات منه : المزولة و الإسطرلاب.

2) ألف كتاب " الفوائد في أصول علم البحر والقواعد".

3) قام برحلات عديدة إلى شرق افريقيا والهند وجنوب شرق آسيا والصين.

4) رسم ابن ماجد الكثير من الخرائط البحرية.

الاثنين، 10 مايو 2010















أردت أن تكون كتاباتي في هذة المدونة تفيد الثقافة الإسلامية وتخدمها , لأن كلمة ثقافة ذات نكهة إسلامية وعربية أكثر منها غربية.


حسن الرماح
نجم الدين حسن الأحدب (المتوفى عام 1294) عاش حسن الرماح في سوريا و ألف العديد من الكتب و الرسائ
ل في المكائد و الأسلحة الحربية وهو أحد أفراد أسرة عريقة بهذه الصناعة، وقد كتب رسائله الحربية مستوحياً مادتها من أبيه وأجداده المختصين بهذه الصناعة والذي استخدم "ملح البارود" على نطاق واسع في عيارات النفط - مسحوق البارود - وقد ذكر في كتابه العديد من وصفات البارود تزيد على العشرة وكلها تعطينا مسحوق بارود متفجر، وورد في صفحة العنوان أن الكتاب؛ (تعليم الأستاذ الأجل نجم الدين حسن الرماح عن أبيه وأجداده الأستاذين في هذه الصناعة وعن من صحبهم من المشايخ والأستاذين رضي الله عنهم أجمعين) ، ونفهم من هذا القول أن "الرماح" لم يبتدع كل ما ورد في كتابه من عنده، بل أخذه عن أبيه وأجداده الخبراء في الصناعة الحربية وعن زملائهم "الأستاذين".

من كتبه

كتاب الفروسية والمناصب الحربية , وتوجد من هذه المخطوطة صورة مصورة في معهد المخطوطات العربية في القاهرة هناك شرح لصناعة انواع عديدة من الصواريخ "الطيار" تختلف بالمدة و السرعة و الحجم وكذلك نوع من الطوربيدات يصطدم بالسفن وينفجر. ـ كتاب البنود في معرفة الفروسية ، ومنه نسخة في راميور ونسخة أخرى في دار الكتب المصرية. - كتاب الفروسية في رسم الجهاد المخطوطة رقم 2825 باريس وفيه إشارات إلى وصفات كاملة اشتملت تركيب وهيئة البارود الذي كان يدك في المدافع آنذاك.


حكاية ........

ذات ليلة ، تقدم المماليك بآلة من الآلات فظيعة ؛ لإحداث الضرر والأذى بالمعتدين ، ووضعوها قبالة قاذفات الحجارة التى كان يحرسها فى تلك الليلة السير ( والتر دى كورنيل ) ، وأنا .. ولقد أطلقوا من هذه الآلة كميات هائلة من النار الإغريقية ، غير أنها كانت أفظع ما رأت عينى على الإطلاق ، وعندما شاهد زميلى السير (والتر) هذا السيل المنهمر من النيران ، صاح قائلا :ـ أيها السادة لقد ضعنا جميعا ولا مفر لنا .وأما هذه النار ؛ فكانت كالبراميل المشتعلة ، وفى خلفها ذيل طويل ، وأما الصوت الذى كانت تحدثه عند انطلاقها فكأنه الرعد ، وكانت تشق الهواء كأنها تنانين تطير فى الهواء ، تضيىء في ظلمة الليل ضوءا قويا حتى لقد كنا نرى الأشياء في خيامنا وكأننا بالنهار تماما , وقد أطلقوا من هذه الآلة ثلاث مرات فقط فى تلك الليلة ، وكان ملكنا الطيب ( لويس ) فى كل مرة يسمع فيها هذه الطلقات يركع على الأرض ، ويتجه إلى السماء باسطاً ذراعيه ، والدمع ينهمر من عينيه مدراراً على خديه ، ويقول :ـ أيها الرب عيسى المسيح ، احمنى وجميع من معى .. ) .

هذه ليست مقطعا من أحد أفلام الأكشن الأمريكية ، ولا هى فقرة من قصة حربية مثيرة .. بل هى أحداث جرت بالفعل على أرض مصر أثناء إحدى معارك المسلمين والصليبيين ، خلال محاولتهم غزو مصر بقيادة لويس التاسع ( 1249 م ـ 1250 م ) ، حكاها أحد قادة الحملة اسمه ( جوانفيل Joinville ) .. وهو يعتبر أقدم النصوص الأوروبية التى تشهد بإستخدام المسلمين للبارود والمدفع فى معاركهم الحربية ضد الصليبيين.

الغريب أنه حتى هذا النص الذى كتبه شاهد عيان عاصر الأحداث ، لم يسلم من تشكيك البعض فيه .. وكان موضع خلاف بين الباحثين .. فقد ذهب كل من ( فرموكى Romocki ) و ( هايم Heime ) و ( بارتنجتون Partington ) وهم مؤرخون إلى أن المستعمل ليس بارودا .. بينما ذهب المستشرق جوستاف لوبون ، والأستاذ جلال مظهر ؛ إلى أن المادة المستعملة كانت هى البارود .. والحقيقة أن ( النص ) الأوروبى يحمل وصفا مشابها للبارود ، وهو ما يؤكد أن العرب المسلمين استخدموه فى حروبهم .. والحق ما شهدت به الأعداء ، كما يقال .إذن .. فما هى المشكلة ؟ هكذا تساءل الباحث العراقى الأستاذ / صبيح صادق فى كتابه ( صور حية من تراثنا العلمى العربى ) ، فى ختام بحثه حول الموضوع .. حيث تبين له أن هناك نصوصاً أوروبية فقط سبقت الحسن الرماح ، رجح الباحثون أن العلماء الأوروبيين الذين ينسب لهم هذا الاختراع ؛ نقلهم له عن العرب , ولكن يبدو أن الأوروبيين سجلوا ذلك ولم يسجله العرب, ويبدو فهم ذلك صعباً , لكن الأمر أشبه بشخص أمن على اختراعه فلم يسجله , فتأخر بعد ذلك عن ركب الحضارة وتخلى عن اختراعه فأخذه آخر وطور به قليلاً ثم نسبه لنفسه .. واستدل أيضا بدليل آخر : وهو استخدام العرب الفعلى للبارود فى حروبهم ، وتسائل سيادته : هل من المعقول أن تخترع أوروبا للبارود قبل العرب ، ثم يستخدمه العرب قبلهم ؟ وخلص فى نهاية بحثه إلى أن الصينين هم أول من استعمل ملح البارود ( نترات البوتاسيوم ) فى صنع الألعاب النارية ، وأن هناك الكثير من الدلائل التى تشير إلى استخدام العرب المسلمين للبارود فى القتال ، بدليل تأثر العلماء الأوروبيين الذين ينسب لهم هذا الاختراع بالحضارة العربية الإسلامية ، وبدليل استخدام العرب للبارود فى الحروب ـ كما هو ثابت بالوثائق والنصوص ـ قبل أوروبا وبشكل عملى ، وبشهادة الباحثين الأوروبيين أنفسهم.

ولا يجب أن ننكر وجود منصفين أعادوا الحق إلى نصابه واعترفوا بفضل حضارة العرب الإسلامية على الغرب والعالم ، وسبقهم له فى شتى المجالات العلمية .. لعلنا قصرنا فى توثيق ابتكاراتنا كشأننا دائما ، أو لعل الحروب الصليبية الطويلة والحملات المتكررة على أمتنا آتت أكلها ، فنقلت إلى بلادهم الكثير من منجزاتنا ، حتى لم تدع وراءها أثراً .. أو لعله السطو الغربى غير المبرر على المكتبات الإسلامية فى الأندلس بعد سقوطها .. وأيَّا كانت نتيجة الخلاف بين الباحثين والمختصين ؛ ندع الحكم النهائى والفاصل فى هذه المعضلة للتاريخ ، وعلينا أن نوحد صفوفنا ونثق فى قدراتنا ونبدأ من جديد كخير أمة ، تقف على أرض صلبة وتستند لتاريخ مشرِّف .. وهذه حتمية يقررها الواقع وتفرضها الظروف الدولية الجديدة .