السبت، 15 مايو 2010








الامبراطورية الرومانية


الامبراطورية الرومانية في أوج اتساعهاالإمبراطورية الرومانية هو مصطلح أطلق على المرحلة التي تلت الجمهورية الرومانية التي حكمت روما، فهي تطور للحكم السياسي لروما، وقد تميزت مرحلة الحكم الإمبراطوري لروما في تلك الفترة بـالحكم الاستبدادي، وقد خلف الحكم الإمبراطوري 500 عام من الحكم الجمهوري لروما (510 ق. م - القرن الأول قبل الميلاد) الذي كان قد ضعف بسبب النزاع بين جايوس ماريوس وسولا والحرب الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي، وليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن اعتبار بداية الإمبراطورية الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً لروما سنة 44 ق م, في المرحلة التي انتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة أكتيوم (32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات التعظيم لأوكتافيين ولقبه بـ (أغسطس العظيم) في (16 يونيو 27 ق. م).

* نبذة عن الرومان
الرومان هم شعب أتى من شمال شبه الجزيرة العربية ثم رحلو إلى الجزر الإيطالية ابتداء من القرن الثاني عشر قبل الميلادي, وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية, وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية, ثم اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباﹰ, إلى بلاد ما بين النهرين وساحل بحر قزوين شرقاً, ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب, والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة (Universal State) ذات الطابع الاستعماري واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي الذي فيه تمكنت القبائل الجرمانية من السيطرة على مقاطعات الدولة الرومانية عام 476 م.

* تأسيس مدينة روما التاريخية
ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما, وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور, وتؤكد الاكتشافات الأثرية والمستندات التاريخية وقائع تأسيس القرية الصغيرة على يد الزعيم اللاتيني رومولوس Romulus سنه 753ق م, وكان بالاشتراك بينه وبين أخوه ريموس, وقد أطلق عليها اسم روما نسبة إلى مؤسسها رومولوس ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك على روما والمناطق المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك, وتشير الروايات إلى أن رومولوس ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي العسكرية وقد وضع إستراتيجية تتلخص في الآتي:

- السيطرة على الأراضي المحيطة بروما.
- أرسى القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
- التوسع والسيطرة على الأقاليم القريبة والمجاورة.
رومولوس
* قيام الإمبرطورية الرومانية
أسقطت ثورة الشعب الروماني الملك الطاغية تارلينيوس, واعتبر الرومان عام 509 ق.م مفترقاً أساسياً في حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأطلقوا عليه اسم عام المجد, وكان ذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي لا تزال غامضة حتى وقتنا الحاضر، وتوصل الشعب الروماني إلى تنظيم جديد للسلطة في روما، وابتداءً من ذلك التاريخ بدأت العملية الفعلية لبناء الإمبرطورية الرومانية، فعملوا على التوسع الجغرافي حيث وضعوا نصب أعينهم هدفاً أساسيا ينحصر في التوسع الجغرافي باستخدام القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ورؤوا بأن هذه الطريقة هي الأفضل لتحقيق طموحات هذه الدولة الفتية، فبدؤوا بحروب شبيهة بالغزوات القبلية المحدودة تستهدف إخضاع العشائر والعائلات المحيطة بروما وكان ذلك خلال مراحل قيام الجمهورية الأولى التي قامت بتأسيس الإمبراطورية الرومانية، ثم بدأت مرحلة قيام الجمهورية الثانية التي شهدت تحول الدولة الصاعدة من قوة لاتينية داخل شبه الجزيرة الإيطالية إلى قوة عسكرية عالمية تتأثر بمايجري وتؤثر على في مركز العالم القديم (حوض البحر الأبيض المتوسط) وفي هذه المرحلة انتهت حروب روما داخل شبه الجزيرة الإيطالية، وبدأت حروب الرومان مع الفينيقيين (القرطاجيين) التي كانت مدينة قرطاجة الكائنة في شمال أفريقيا عاصمة لهم، وقد سميت هذه الحروب بالحروب البونيقية.
* الصراع الروماني الفينيقي (الحروب البونيقية)
مدينة قرطاجنةبدأ الصراع الروماني - القرطاجي كصراع تجاري ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول احتكاك بين الطرفين عندما احتل الرومان جزيرة صقلية عام 264 ق.م, واعتبر القرطاجيون هذا الغزو مساساً مباشراً بمصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهذه الواقعة كانت البداية الأولى للحرب بين الرومان والقرطاجيين التي استمرت إلى عام 241 ق.م.

وفي الحروب البونية خاض الطرفان سلسلة من المعارك البرية والبحرية, حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج حاسمة ولكن كان غالبية حسم المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية, أما المعارك البحرية فكانت غالباً نتائجها للقرطاجيين حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف الرومان الذين كانت قواتهم برية.

وقد ألحقت القوات الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليبا في إسبانيا, وفي هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني فيليب الخامس عن التحالف مع هانيبال, فسعى الرومان إلى مصالحته.

وقد قاد القائد الروماني مختاريوس سيبيو جيشاً قوامه 25 ألف رجل من المشاة المدعمين بالخيالة, وقطع به البحر الأبيض المتوسط متجهاً إلى قرطاجة، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال(زعيم القرطاجيين) من إسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية، والتقى الجيشان في معركة زاما, التي هزم فيها القرطاجيون, بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :

- يدفع القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
- تخفيض سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
هانيبال- عدم شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.

كان من نتائج الانتصار الروماني السيطرة الرومانية على الساحل الإسباني الشرقي والجنوبي وتم تقسيم إسبانيا إلى مقاطعتين تحت اسم إسبانيا القريبة وإسبانيا البعيدة.

* عصر التوسع الروماني
إثر الانتهاء من درء الخطر القرطاجي اتجهت أنظار الرومان شرقاً وأصبحوا يفكرون في الاستيلاء على مملكة مقدونيا وبالفعل أعلنوا عليها الحرب وكان لهم أهداف تتمثل في :

- الحد أو القضاء على النفوذ المقدوني في الشرق.
- السيطرة على الجزر الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً لأهميتها البالغة على صعيد الملاحة والتجارة.
- الوصول إلى أراضي المملكة السلوقية التي كانت تسيطر على أجزاء من آسيا الصغرى وشمال سوريا.
شن الرومان سلسلة من المعارك التي انتهت باحتلال كامل للأراضي المقدونية في الشرق وتم السيطرة على بلاد الإغريق اليونان، وبنهاية هذه الحروب أتسعت حدود الجمهورية الرومانية من إسبانيا غرباً, إلى السواحل الغربية لآسيا الصغرى شرقاً، بالإضافة إلى الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا، وقسمت هذه الأراضي الشاسعة إلى سبع مقاطعات مرتبطة بالحكومة المركزية في روما.

أوكتافيانوبعد هذه الإنتصارات أصبحت الدولة الرومانية دولة عظمى يصعب قهرها وتتحكم بمقدرات العالم القديم الغربي والشرقي، وفي هذه المرحلة بدأ التاريخ الروماني يضج بأسماء القادة والزعماء المنتصرين, وبعد فترة الراحة التي تلت الحرب كانت مقدمة لمرحلة جديدة من الفتوحات الرومانية الواسعة، وبدأت عملية التوسع بالتوجه نحو فرض النظام الإمبراطوري, فدخلت الدولة الرومانية المرحلة الجديدة والحاسمة من تاريخها، وهي المرحلة الإمبراطورية، بعد أن أصبح القائد أوكتافيان أول إمبراطور على روما واستمر حكمه حوالي 40 عاماً, وتم خلالها بسط السيطرة على مصر بعد هزيمة كليوباترا في موقعة أكتيوم البحرية، وحاول غزو جرمانيا الداخلية فانهزم في موقعة تيوتبيرج, وأبيدت الكتائب الرومانية بالكامل وكان عددها خمسة وعشرين ألف مقاتل ورجع القائد فاروس إلى روما مهزوما.

*نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها
بدأ العد العكسي في حياة الدولة الرومانية اعتباراً من عام 235 م, فقد شهد ذلك العام ازدياداً خطيراً في الاضطرابات السياسية والاجتماعية, وتصاعدت فيه الهجمات الخارجية وخصوصاً من القبائل الجرمانية, وعودة نفوذ الإمبراطورية الفارسية في الشرق التي انتزعت أرمينيا من يد الرومان, وسيطرت على أراضي ما بين النهرين, وزحف الجيش الفارسي واجتاح إنطاكية وسوريا ولم يستطع الرومان صدّه حتى جاء الإمبراطور ديوكلتيانوس DIOCLETIAN, الذي يعتبر مؤ سس الإمبراطورية الثالثة, وتمكن من إعادة الحكم بحيث يسند إلى أربعة أشخاص يتقاسمون السلطة, وهو النظام الذي عرف باسم الحكم الرباعي, وقد استمر العمل بهذا النظام حتى عام 305 م ثم تبع ذلك صراع على السلطة استمر طيلة الفترة من 306 إلى 313 م إلى أن جاء إلى العرش الإمبراطور قسطنطين الذي اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية.
ديوكلتيانوس
*تقسيم الامبراطوريه الرومانية
خلال القرنين الثاني والثالث، حدثت ثلاث أزمات معاﹰ وهددت بانهيار الامبراطورية الرومانية, وهي : الغزوات الخارجية والحروب الأهلية الداخلية وضعف الاقتصاد, وفي غضون ذلك أصبحت مدينة روما أقل أهمية بوصفها المركز الإداري للامبراطوريهة الرومانية.

تقسيم الامبراطورية بدأ في أواخر القرن الثالث من قبل ديوكلتيانوس في 286، كانت تهدف إلى السيطرة بكفاءه على الإمبراطورية الرومانية الغربية (Western Roman Empire)، أما النصف الآخر من الامبراطوريه الرومانيه فأصبح يعرف باسم الامبراطورية الرومانية الشرقية، واليوم تعرف على نطاق واسع باعتبارها الامبراطورية البيزنطية.

قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضا اسم "العظيم") الامبراطورية الرومانية لولديه, آركاديوس إلى الامبراطورية الرومانية الشرقية مع عاصمة بلاده في القسطنطينية, و هونوريوس في الامبراطورية الغربية مع عاصمة بلاده في روما.
ثيودوسيوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق